السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
لقد حصلت على وظيفة مؤخرا وأعمل وسط عدد كبير من اليهود ، كما أنه علي حضور اجتماعات مع هؤلاء الأشخاص وفي نهاية الاجتماع أصافحهم ، فهل يجوز ذلك؟ بعض اليهود يعرفون أنني مسلم ولذلك لا يصافحونني في بعض الأوقات وفي هذا الوقت أشعر بسعادة ، فهل يجوز مصافحتهم أم لا احتراما فقط ؟
الجواب :
الحمد لله
دلت السنة الصحيحة على النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام ، كما روى مسلم في صحيحه (2167) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ) .
ودلت السنة على أنهم يجابون إذا سلّموا ، كما روى البخاري (6257) ومسلم (2164) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ الْيَهُودُ فَإِنَّمَا يَقُولُ أَحَدُهُمْ : السَّامُ عَلَيْكَ ، فَقُلْ : وَعَلَيْكَ) .
وهكذا يقال في المصافحة أيضا ، فلا نبدأ الكافر بالمصافحة ، فإن مدّ يده بالمصافحة صافحناه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قال ابن القيم رحمه الله : " فإذا زال هذا السبب ، وقال الكتابي : سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية أن يرد عليه نظير سلامه " انتهى من "أحكام أهل الذمة" (1/200) .
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم : السام عليكم ، فقولوا : وعليك) . والسام هو الموت .
وإذا مد يده إليك للمصافحة فمد يدك إليه وإلا فلا تبدأه " انتهى .
وينظر تمام كلامه في جواب السؤال رقم : (43154) , كما ينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (59879) .
والله أعلم .